"فرانس برس": رومانيا تنتخب رئيساً جديداً وسط توقعات بتقدم اليمين المتطرف

للمرة الثانية خلال أقل من عام

"فرانس برس": رومانيا تنتخب رئيساً جديداً وسط توقعات بتقدم اليمين المتطرف
الانتخابات الرئاسية في رومانيا

 

توجه الناخبون في رومانيا، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع للمرة الثانية خلال أقل من عام لاختيار رئيس جديد، بعد أن أُلغيت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، وسط توقعات بتقدم اليمين المتطرف بقيادة المرشح القومي جورج سيميون.

وتأتي هذه الانتخابات في أجواء مشابهة لسابقاتها، بعد خمسة أشهر على قرار المحكمة العليا من استبعاد المرشح السابق كالين جورجيسكو من السباق الرئاسي، بسبب شبهات تدخل روسي، ما فجر موجة غضب شعبية واحتجاجات في شوارع العاصمة بوخارست وعدة مدن أخرى وفق فرانس برس.

مرشح قومي يتصدر المشهد

ورث جورج سيميون، الزعيم الشعبوي لحزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين"، كتلة الدعم الانتخابية التي كانت تساند جورجيسكو، وبدأ حملته الانتخابية مركزًا على استعادة "كرامة رومانيا"، وفق تعبيره، ومطالبًا بوضع "رومانيا أولاً"، على غرار خطاب دونالد ترامب الذي يعجبه إلى حد أنه كثيرًا ما يظهر مرتديًا قبعته الحمراء الشهيرة.

ورغم أن منصب الرئاسة في رومانيا يبقى بروتوكوليًا إلى حد كبير، فإنه يملك تأثيرًا فعليًا في رسم السياسة الخارجية، في وقت أصبحت فيه رومانيا دولة ذات أهمية متزايدة داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

خطاب مناهض للاتحاد الأوروبي

يقدم سيميون نفسه باعتباره "أكثر اعتدالًا" من جورجيسكو، لكنه لا يخفي عداءه لما يسميه "بيروقراطيي بروكسل غير المنتخبين"، ويتهم الاتحاد الأوروبي بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية. كما أنه يعارض إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، ويدعو إلى تقليص الدعم المخصص للاجئين الأوكرانيين في رومانيا.

وجد هذا الخطاب صدى لدى شرائح واسعة من الرومانيين، لا سيما في المدن الصغيرة والمناطق المهمّشة، حيث تعاني العائلات من التضخم وغلاء الأسعار وانعدام الثقة بالأحزاب التقليدية.

 تغيير جذري

تقول ستيلا إيفان، 67 عامًا، من مدينة ألكزندريا جنوب البلاد، إنها "تأمل من كل قلبها" أن يكون للرئيس اليميني المتطرف دور في تغيير وجه السياسة الرومانية بعد عقود من هيمنة نفس الأحزاب، وتشاركها الرأي إيوجينيا نيكوليسكو، متقاعدة في بوخارست، مؤكدة أن بلادها "بحاجة إلى شخص يعرف كيف يدافع عن الرومانيين داخل الاتحاد الأوروبي".

مرشحون آخرون يحاولون اللحاق بركب المنافسة

إلى جانب سيميون، يحاول ثلاثة مرشحين بارزين الوصول إلى جولة الإعادة المقررة في 18 مايو المقبل، من بينهم كرين أنتونيسكو، مرشح الائتلاف الحاكم الداعم للاتحاد الأوروبي، والذي تعهد بإعادة الاستقرار، ورئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان الذي رفع شعار محاربة الفساد والنخبة السياسية، إضافة إلى رئيس الوزراء الأسبق فيكتور بونتا، الذي تبنى شعار "رومانيا أولاً".

ووفق استطلاعات مؤسسة "إنسكوب ريسيرش"، فإن الفارق بين المرشحين الأربعة لا يزال ضيقًا، فيما يمكن للأصوات المترددة أن تقلب المعادلة في الساعات الأخيرة من التصويت.

انتخابات تحت المراقبة الدولية

بعد أن شكّل إلغاء الانتخابات السابقة سابقة نادرة في دول الاتحاد الأوروبي، حظي الاستحقاق الحالي برقابة مكثفة، وتدخلت الولايات المتحدة على الخط، حيث أعرب نائب الرئيس جاي دي فانس عن قلق بلاده، مؤكدًا ضرورة "سماع صوت الشعب الروماني".

ولتفادي تكرار الفوضى السابقة، أعلنت السلطات الرومانية عن اتخاذ إجراءات احترازية مشددة، بما في ذلك تعزيز الرقابة على الحملات الإلكترونية بالتعاون مع منصة "تيك توك"، وتأكيد الالتزام بإجراء انتخابات "نزيهة وشفافة".

يبلغ عدد سكان رومانيا نحو 19 مليون نسمة، وتُعد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وتعيش البلاد منذ سنوات على وقع اضطرابات سياسية متكررة، وتحديات اقتصادية دفعت بملايين المواطنين إلى الهجرة أو المطالبة بإصلاحات جذرية، ويُنظر إلى الانتخابات الحالية باعتبارها اختبارًا حاسمًا لمستقبل الديمقراطية الرومانية في ظل تصاعد التيارات الشعبوية والمعارضة للاتحاد الأوروبي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية